--------------------------------------------------------------------------------
عالم العشاق ..
غريب / مثير .. ممتع لايخفانا الألم الذي يعانيه المحبون والأشواق التي تذيب قلوبهم ..غير أنهم يتلذذون بهذه الدموع ..
ويستمتعون بهذا الوله .. يغامرون .. بأصعب الأمور ويضحون بأغلى الأشياء ليحضوا بلحظة ..
تسكن الأرواح وتهدأ فيها القلوب فيرحلوا من أرض الواقع ..
إلى سماء الخيال ..
ليتحول كل ما حولهم إلى حبٌ صاخب ..
" نجـود " هي الأخرى كانت عاشقه .. ذابت شوقاً للقائه ..
ولم .. تتردد في المجازفة والمغامرة
.. حُدد الوقت (الساعة الحادية عشر مساء ليلة الأحد في اليوم التاسع عشر من الشهر )
حيث يحضر القمر متأخراً ليشهد الحب .. ويضيء ليلتهما ..
تسللت من غرفتها ..
وهي ترتدي ثوباً رجالي ( أبيض ) متلثمةً بـ ( شماغ ).. أخفى ملامحها ..
كان من السهل أن تختبئ ( أنوثتها ) خلف هذه الثياب الفضفاضة .. نحالة عودها ونعومته .. ساعدتها كثيراً .
وكان التوقيت جداً مناسب ,ففي هذا الوقت تكون الشوارع السكنية هادئة عدا بعضاً من المارة والذين قد لا يهتمون بمن حولهم .
قصدت الباب الخلفي .. خرجت بهدوء .. حتى لا ينتبه لها أحد بعد أن أغلقت غرفتها مدعيةً أنها نائمة ..
اختارا المكان بدقة , حيث يسكنان لم يفصل بين بيتيهما الا منزلاً واحد والأخر تحت الإنشاء وارض خالية مساحتها بضعة أمتار ..
استغلها بعض الصبية ( ملعباً صغيراً ) للكرة ..
كان " نايف " متكأ على ذاك الجدار بانتظارها .. الجدار الذي لم يكتمل بناءه منذ سنه ..
و بصوت رخيم" هلا جودي .."
اتكأت على الجدار بجانبه .. وهي تختطف أنفاسها من الرعب ..
( يا ألله .. على أعصابي .. أحس إن قلبي بيطلع من مكانه )
( سلامة قلبك .. هدّي وخليك طبيعيه .. لا توترين .. عشان لأحد ينتبه ..وأنتي بعد مالقيت الا ذا الخطة .. الحسّاسة !! )
أقترب منها وامسك بيدها.. ليجلس على كومة من أحجار " البلك " وهي أمامه ..
(وش أسوي !! فكرت من هنا وهنا ما لقيت حل الا أن أطلع متنكرة .. بس من جد شكلي واضح !)
سحبت بعضاً من خصل شعرها لتنسدل على وجهها مظهرةً تقاطيعه بشكلٍ أنثوي ..
(تبين الصدق .. انتي حوريتي.. فتنتيني وسلبتي عقلي
خليتني في الدنيا ما أشوف الا جودي .. عذوبة صوتك .. عفوية كلامك .. جاذبيتك .. جمالك .. سحر .... )
بدأ يتغزل ويسمعها ما كتب لها من أشعار وخواطر ..و أخذا يتسامران ..
ليعيشوا بعالمهما لوحدهما .. دون أن يكترثا لما حولهما ..
يتبع